استطلاع عن وادي العين ( 1 )

         استـــطـلاع عــن وادي العــــــــين

                                                                                                                                                                                           إعداد / سـالم محـمد با محـمد باوزير

لمحة جغرافية :
يقع وادي العين في الهضبة الجنوبية من وادي حضرموت وهو احد الروافد الرئيسية لوادي حضرموت ، وهو وادي انكساري يمتاز سطحه بالانحدار التدريجي من الجنوب إلى الشمال عند مصبه في منطقة الكسر نقطة التقاء وادي دوعن وعمد ، ويتصف بالضيق وقلة العمق في الأجزاء العليا من مجراه ويزداد عمق الوادي في جزءه الأوسط حيث يصل في المتوسط ( 900 – 1000 متر ) . ويقع ضمن المكونات الإدارية لمديرية وادي العين وحورة ، ويبعد عن مركز المحافظة المكلا حوالي ( 250 كيلومتر ) ويبعد عن المركز الإداري لمديريات الوادي والصحراء سيئون ( 150 كيلومتر ) .





الحدود والسكان والمناخ :

يحده من الشرق وادي عدم و من الغرب وادي دوعن ويحده من الشمال مناطق سدبة وحوره ومن الجنوب منطقة رأس حويرة .
يبلغ سكان وادي العين تقريبا ( 12000) اثنا عشر ألف نسمة حسب إحصاءات مشروع مياه وادي العين الخيري ويمر بوادي العين الطريق الإسفلتي المعبد طريق المكلا – سيئون ، وتسيل في وادي العين عدد من الشعاب والأودية الفرعية أكبرها وادي عسب و شوحم. ويوجد في الوادي عدد من الطرق المؤدية إلى الهضاب التي تحيط بالوادي منها ما هو صالح للسيارات مثل عقبة صير وشوحم والمقر ومنها ما هو صالح للجمال ومنها الطرق التي لا تصلح إلا لمرور الإنسان فقط والبعض منها وعرة جدا ويطلق عليها اسم (عرقة ) . و مناخ وادي العين هو المناخ السائد في وادي حضرموت حار صيفا ، بارد جاف شتاء .

التركيبة السكانية لوادي العين :

يتكون سكان وادي العين من عدد من طبقات وفئات وشرائح المجتمع وينقسمون إلى مشايخ وقبائل وأصحاب الحرف والمهن . والبعض يمتهنون الزراعة كالنخيل وزراعة الحبوب أثناء مواسم الأمطار ، فيما المهن الغالبة في الوقت الحاضر هي الانخراط في الوظائف العامة والخاصة والقليل يزاولون بعض المهن البسيطة بينما السواد الأعظم من سكان الوادي اتخذوا من المهجر وبالذات السعودية ودول الخليج مصدرا أساسيا لكسب الرزق حيث لا يكاد يخلو بيتا من مغترب أو أكثر

عادات وتقاليد الزواج :

1 - الزواج
للزواج في وادي العين عادات وتقاليد ومراسيم حيث جرت العادة أن يكون الزواج مبكرا للولد والبنت ، لاعتقاد أن الزواج المبكر يصرف الولد عن بعض الأمور ، فمتى وجد زوجته في البيت سكن إليها ، والبنت عندما تتزود وهي صغيرة ينصب اهتمامها بالزوج والبيت . تلك وجهة نظر الذين يرون ويحبذون الزواج المبكر ، والبعض الآخر يرون أن لظاهرة الزواج المبكر سلبيات أهمها عدم قدرة الزوجين على تحمل المسؤولية ، ومواجهة بعض المشكلات مما يؤدي إلى الطلاق .
2 – الخطبة
هي طلب تزويج البنت بالولد فيقوم ولي أمر الولد بالاتصال بولي أمر البنت رسميا وتتم الخطبة بين ولي أمر الولد و ولي أمر البنت ، ولسنوات مضت كان الخاطب لا يعرف خطيبته اللهم إلا بالوصف وليس للبنت أو الولد حق الرفض لان ذلك يعتبر خروجا على العادات والتقاليد والأعراف . أما في الوقت الحاضر فانه يلزم اخذ رأي البنت مسبقا ، ولا يمكن للمأذون أن يعقد حتى يتحقق من رضا البنت بالزوج

3 – المداد
بعد إتمام الخطبة والموافقة والاتفاق على المهر يتم المداد وعادة ما يكون في الليل فيحضر أهل الخاطب إلى بيت أهل البنت ومعهم الأقارب من الأعمام والأخوال ويتم استقبالهم فيسال الأكبر سنا ( العاقل ) عن أحوال الحاضرين الواحد تلو الأخر ثم يتبادلون الأحاديث ويحتسون القهوة أو الشاهي ، بعد ذلك يقدم ولي أمر الولد مبلغ من المال وهو المهر الذي تم الاتفاق عليه مسبقا ويستلم ولي أمر البنت المبلغ وقد يتم تحديد موعد الزواج في ليلة المداد .
4 – الوعد
إذا لم يحدد موعد الزواج في ليلة المداد يتقدم أهل الولد بطلبٍ رسمي أي بمبعوث خاص وهو ( الدليل ) بطلب من ولي أمر البنت بأن يحدد موعد الزواج ، وعندما يتم الوعد ويحدد الموعد فعلى كل طرف أن يستعد بتحضير لوازم الزواج وأسماءٍ المدعوين ( المعازيم ) وترسل لهم الدعوات قبل أسبوع من بداية الزواج .
5 – العقد
تبتدي مراسيم الزواج بعقد القران وهو أول أيام الزواج ويكون العقد عادة بعد صلاة العصر ، فإذا كان بيت أهل العروسة في قرية بعيدة عن قرية العريس يتم الذهاب في موكب يحضره أهل القرية بسياراتهم يتقدمهم العريس بسيارة خاصة استعدادا للوصول قبل صلاة العصر قاصدين المسجد أو جامع القرية وبعد الصلاة يقوم المأذون بعقد النكاح للزوجين بين الزوج و ولي أمر البنت وبعد الخروج من المسجد تردد الهوكات على رأس العريس والمباركة له بالزواج .


6 – المسامرة
تكون في مكان واسع قريب من بيت أهل العريس ، وهي عبارة عن إظهار الفرح في ثاني ليله من ليالي الزواج ، أما زمن المسامرة فيبدأ من الساعة التاسعة حتى ساعات متأخرة من الليل ، وأثناء حضور العريس إلى مكان المسامرة يردد الحضور من السمار الهوك على رأس العريس وقد تحيي المسامرة فرقة من التراث الشعبي بالوادي أو تكون سمرة شعبية يحييها أهالي القرية .
7 – الحراوة
تعتبر الحراوة من أهم مراسيم الزواج وتكون في اليوم الثالث من أيام الزواج ويحضرها عدد كبير من الناس وتكون في الساحات الكبيرة ، حيث يأتي المدعوين إلى قرية أهل العريس ويدخلون في زامل ويستقبلهم أهل القرية في زامل آخر وهو ما تعارف عليه بالمرحبين يتوسطهم العريس في عضيدة منتظمة تتناغم فيها أصوات الهوك ثم تتوحد الزوامل ويتبارى شعراء الزامل ويظهروا قدراتهم في هذه الليلة حتى يحين موعد مغادرة الحراوة فيتوجه المعنيون ويركب العريس سيارة خاصة ويتحرك الموكب إلى بيت أهل العروسة ، وهناك يقيم أهل العروسة للعريس وضيوفه وجبة عشاء الحراوة .
8 – ليلة الزفاف
تكون في ليلة الحراوة حيث تزف العروسة إلى بيت العريس وتتهيأ العروسة للزفاف وتلبس لباس الزفاف الخاص بهذه الليلة ، وتزف العروسة في احتفال نسائي حيث يجتمع النساء ويخرجن ويضربن الطبول ويزغردن وتركب العروسة سيارة خاصة ويتحرك الموكب إلى بيت العريس وعندما يقترب موكب العروسة من بيت العريس يتم رفع الصوت بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويكثر الرقص والتصفيق ويقابلهن نساء أهل العريس فيخرجن إلى مدخل البيت ويزغردن ويحملن معهن البخور ويأخذن في ترديد عبارات الترحيب .
9 – الدخول
عندما يتم إيصال العروسة إلى بيت زوجها تتبعها المزينات أي المشرفات على تزيين العروسة وبعد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة ينادى على الزوج للدخول ، وفي ليلة الدخلة يقدم الزوج لزوجته بعض الهدايا من الثياب وأدوات الزينة وبعض المجوهرات .
10 – الصبحة
يقيم أهل العريس للمدعوين وجبة غداء لأهل العروسة والأقارب والجيران وفي ذلك اليوم يقام حفل غنائي من قبل النساء وعادة ما يكون بعد صلاة العصر وفي ذلك الحفل تقدم العروسة أمام الجمع النسائي المحتفل وهي بكامل زينتها وأناقتها .

الفنون الشعبية :

1 – رقصة الدحيفة ( المعيسي )
تعتبر رقصة الدحيفة من أشهر الرقصات الشعبية في وادي العين وهي رقصة قديمة تتكون من صفين صف من الرجال وصف من النساء ممن يجيدون ما تجود به قريحة الشعراء من أبيات شعرية يؤديها المغني على أصوات الدان بعد ذلك يكسر المغني الصوت بتناغم مع إيقاعات الطبول ويغني الرجال شطرا من بيت الشعر وتغني النساء الشطر الآخر وتعلو الأصوات مع الرقص حول المدارة فتدخل احد النساء المشترحات وثلاثة من الرجال المشترحين بالتناوب وبحركة انسيابية دائرية . ومن أشهر القرى بهذه الرقصة شرج الشريف وغورب والباطنة . 

2 – رقصة الظاهري
هي رقصة قديمة يقوم بأدائها مجموعة من الرجال كفريقين متقابلين يرقصون بإتقان على إيقاعات الطبل والطاسة التي تضرب بعودين ، وللظاهري ألحان متنوعة أهمها الظاهري والمثمون والشقة وعلى رقصة الظاهري تبدأ المساجلات الشعرية بين الشعراء وفق قافية يستهلها أحد الشعراء المتمكنين ويحذو حذوه بقية الشعراء
ومن القرى التي اشتهرت بهذه الرقصة في وادي العين قرية السفيل




ومن أشعار الظاهري :
1- الظاهري يعجب اذا له قلقله ** وانتم عليكم يا صحابي قلقلوه
2- مثمون سعره نار غالي في الثمن ** بالي ثمين
3- شقة جــديده ما تـــجد ** ماشي كماها في الوجود
من زام بن عبدالصمد ** رمز التحدي والصــمود
3 – رقصة المزمار
هي من الرقصات الشعبية المصاحبة للطبل والمرواس وتتخللها أٍلحان شرحية يقدمها ( المزمر ) حيث يقوم عشاق هذه الرقصة بالرقص والغناء تباعا لنغمة ولحن المزمار ، فتتجمهر أعداد كبيرة من الناس حول مدارة المزمار وبين الفينة والأخرى يتهيأ اثنان من المشترحين لدخول المدارة قد تكون من بينهم المشترحة ويكون الشرح ذهابا وإيابا أو دائريا على إيقاعات الطبل والمرواس وصوت المزمار .
4 – رقصة بني مغراة
تعد رقصة بني مغراة من الموروث الشعبي القديم وهي رقصة حضرمية أصيلة ، وهذا اللون من الفن في وادي العين يعد الآن من الفنون الآيلة إلى الاندثار وهو لا يكاد يسمع في الوقت الحاضر إلا في ما ندر ، وتعتمد رقصة بني مغراة على مغني يحفظ قصائد شعرية مطولة ( المسرحات ) يقدمها بألحان عذبة شجية لها رنين يستهوي قلوب المستمعين مع إيقاع الطبل والمرواس وحركات المشترحين وكسراتهم ، ومن قصائد بني مغراة :
1- بني مغراة جبنا لها مطرب وقمبوس ** ولا صلحت مسامر لها من غير قمباس
2- حمدي وشكري لمن واجب علي شكره ** وهو السمـــيع العليــم الواحد المعـــبود
3- بني مغراه ثارت لها عكره وشاره ** بسبع الشول هبت علاويها قوية
5 – الدان
غناء الدان الحضرمي هو فن مستقل بذاته بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، وله عشاقه ومحبيه وهو لا يزال يحضا بشعبية كبيرة في حضرموت ومنها وادي العين . ولا ضير إذا قلنا أن من يكون في مقدمة حضور حفلات الدان وجلساته النخبة الأولى من الوجهاء والأعيان والشخصيات الاجتماعية ، كما أن عامة الناس يقبلون على هذا الفن بإعجاب شديد ، وبما أن الحال هكذا فكان لأشعاره من حب الاستماع ما جعل الناس يحفظون منها ما راق لكل منهم ولمشاربهم فيه خصوصية المذاق .
وينتشي الجمهور عندما يبدأ المغني يدندن والى جانبه عازف الناي ( المدروف ) أو عازف العود المجيد في تقاسيم أصوات الدان على الألحان التي يسجع بها المعني . ومن مشاهير مغنيين الدان في وادي العين المرحوم صالح مبارك باوزير و عبدالله علي كنيد و عمر سعيد باصباح ( المعمور ) .
6 – الزامل
وهو لون من ألوان الفن الشعبي الأصيل وهو لسان حال الواقع الاجتماعي السائد والحاضر الذي لا يغيب عن مناسبات الأفراح ويكون أكثر انتشارا بين صفوف الناس . ويتميز عن غيره من الفنون في أنه شديد الوقع والتأثير ، فبالزامل كان الناس يعبرون عن احتفالاتهم بالانتصارات واستقبال الزائرين وباحتفال العودة من القناصة وفي أيام الأعياد والأعراس وعند استقبال المسافرين . ويتكون الزامل من صف أفقي من الرجال المتزملين يكونون عضيدة الزامل ويرددون أصوات الهوك وتبدأ مساجلات الشعر بين الشعراء وفق قافية يستهلها أحدهم ويتبعها بقية الشعراء
وبرز في وادي العين العديد من الشعراء الشعبيين أمثال : الشاعر بن سلطان ( عدب ) ، الشاعر بن مزاحم ( لقلات ) ، المعلم باحفي ( السفيل ) ، سالم عباد بللعمش ( شعران ) ، سعيّد عبود بن سلم ( الجريبات ) علي القاضي ( الباطنة ) ، بن مصيقر ( منخوب ) ، المقدم مانع باذياب ( غورب ) ، الشاعر بامطروش ( شرج الشريف ) عليهم رحمة الله جميعا . ومن الشعراء في الوقت الحاضر بوعمر بنوب ( منيزاح ) ، مبارك سعيد بن فلح بوعنتر ( القاهره ) ، مبارك اليزيدي
( شرج الشريف ) ، عمر باجراد ( تبقل ) .



المواقع الأثرية :

ذكر المؤرخ المرحوم عبدا لقادر محمد الصبان أسماء عبر التاريخ ومنها وادي العين حيث قال :
(( أرض واد بحضرموت يقال له وادي العين وفيه قرى متعددة وهو في الناحية الغربية بعد القطن والجواده بوادي الكسر بناحية منه . فالعنين و وادي العين بلدان بحضرموت ...... وتوجد 29 قرية بوادي العين تم تسجيلها ونقلها إلى الخارطة ، والمواقع الأثرية في وادي العين عدب ، مراوح ، لقلات ،السفيل.
توجد خرائب إلى الجنوب من قرية لقلات وقد تكون في القدم معبد الإله سين والى الجنوب والغرب من خرائب المستوطنة ما زالت بقايا منشآت الري محتفظة بنفسها ، أما في الطرف الجنوبي لقرية السفيل اكتشفت بعثة الآثار بحضرموت خرائب مدينة غبر كبيرة ذات مقاس ( 200 x 140 ) متر والى الشرق من السفيل اكتشفت مقابر كهفيه كانت عبارة عن مقابر لسكان السفيل ، وخرائب مدينة السفيل واحدة منها تقع في الجزء الغربي وشخصت كمعبد للإله عثتر . وفي الجنوب من وادي العين توجد مستوطنة قديمة وهي مستوطنة القف )) .

أقدم المساجد

يعتبر مسجد السفيل القديم من أقدم المساجد في وادي العين وقد وجد تاريخ توسعة المسجد مكتوبا في السقف سنة
( 813 هـ ) بعد التوسعة ، ولازال المسجد يقوم بدور العبادة وللمسجد مئذنتان سقطت أطولها في رمضان سنة
(1411 هـ ) والمئذنة الثانية ماثلة للعيان تتحدى السنين والأزمان ، حيث توجد بجانب المسجد البئر التي كانت ترفد المسجد بالماء ، ومن أهم الأوقاف على مسجد السفيل القديم الأراضي الزراعية والنخيل ، فهناك وقف على إمامة المسجد ووقف آخر على ماء الوضوء للمصلين ووقف آخر على تفطير الصائمين في شهر رمضان ووقف آخر على ماء الشرب العذب البارد وهناك وقف وهو توزيع شي من التمر بعد أداء صلاة الفجر في البرد الشديد في نجمي البركان والهقعة وذلك بهدف تعود الناس على الخروج لأداء صلاة الفجر في ذلك الوقت .
 

الأكلات الشعبية :

1 – العصيد
هي من الأكلات الشهيرة في الوادي المكونة من القمح ( البر ) ويضاف إلى عجينته التمر وأعشاب تسمى ( الحيدوان ) وهي تنبت في سفوح وأعالي الجبال وتعتبر غالية الثمن من حيث قلة وجودها وندرتها في السنوات الأخيرة واستخراج الحبوب منها وتنظيفها وهي حبيبات صغيرة جدا تضفي طعما ونكهة مميزتين وتعطي مرونة لهذه الأكلة ويضاف على اكلة العصيد شي من سمن الأبقار أو السليط وأحيانا العسل .
2 – الدجر
من الحبوب التي تنتج في الوادي أسوة ببقية أودية حضرموت وتكون أكلة الدجر مفضلة إذا أضيف إليها شي من
( الفقوز ) وفي الوقت الحاضر يطبخ الدجر مع الأرز وهو ما يطلق عليه لدى بعض أهالي الدول الشقيقة ( الكشري )
3 – اللخم
هو من الأسماك المجففة المملوحة يضاف إلى ( صبغ الايدام ) بأنواعه وأصبح مع الأرز أكلة شعبية مميزة ، ومعروف أن صيد اللخم يحوي على الكثير من الأنواع والنوع المرغوب منه يسمى ( قريني ) .
4 – اللحم المضبي
هو نوع من المشويات التي دأب الحضارم على تفضيلها ومنهم أهالي وادي العين وهي طريقة قديمة لإنجاح اللحوم وخاصة في الأعياد والرحلات البرية حيث يتم إنجاح اللحوم على مجموعة من الحجارة الخاصة التي تسمى ( المضباة ) وتوضع أعواد الحطب فوقها وتشعل بها النار وحين تصبح جمرا ترص الأحجار بجوار بعضها متلاصقة وتوضع قطع اللحوم عليها وبعد إنجاحها يضاف إليها شي من الملح والفلفل الأسود وأحيانا العسل ليضفي إليها طعما شهيا ونكهة خاصة

الزراعة :

اشتهر وادي العين قديما وحديثا بزراعة النخيل و من بينها نخل الايزاز وهو من أجود أنواع النخيل وثمره من أجود أنواع التمور إلى جانب أنواع وأصناف عديدة أخرى وهي لا ترقى من حيث الكمية والجودة إلى مستوى الايزاز . ومن أشهر مناطق النخيل بوادي العين البويرقات ، مهرة ، شرج الشريف ، الغيضة . إلى جانب النخيل احتلت شجرة السدر ( العلب ) حيزا لا باس به وكانت لها أهمية قصوى فيما مضى وقد تكون الآن ليست من الأهمية بتلك المكانة ولكنها لا تزال المصدر الأساسي التي يلثم رحيقها النحل ( النوب ) ليستخرج منها عسل البغية المشهور الذائع الصيت داخل الوطن اليمني وخارجه ، وتوجد في الوادي أشجار غير مثمرة لا يعنى بها مثل السمر ، السلم ، الضبين ، العشر ، المضاض وغيرها . أما زراعة الحبوب في الوقت الحاضر التي تروى بمياه السيول فهي لا تتعدى عن الذرة والجلجل والدجر . وفي الآونة الأخيرة أقيمت بعض المزارع التي تروى بالمياه الجوفية بواسطة المضخات ويتم فيها زراعة النخيل والحبوب وبعض الأعلاف إلى جانب تربية بعض المواشي من الأغنام والإبل .

التعليم :

كان التعليم قديما في وادي العين بنظام الكتاتيب أسوة بغيرة في المناطق المجاورة في وادي حضرموت حيث عمل أهالي بعض القرى على استقدام بعض المعلين من مناطق خارج الوادي بهدف تعليم أبنائهم القراءة والكتابة وبعض مبادئ الحساب ، وعندما يشتهر احد المعلمين في بعض القرى يرسل بعض الأهالي أبناءهم وعادة لا تطول فترة الدراسة في الكتاتيب . وفي ما يمكن أن نطلق عليه بداية التعليم الحديث وإدخاله إلى وادي العين كان ذلك عندما تم إرسال عدد من المدرسين لا يتجاوز الثلاثة من السعودية ، وتم فتح مدرسة صغيرة في قرية منيزاح حيث مارسوا أولئك النفر التعليم بها ولم يدم ذلك طويلا . بعد ذلك تم افتتاح أول مدرسة نظامية حكومية بالمفهوم الحديث في عام ( 1964 م ) في قرية لقلات بعدها توالى فتح المدارس في البويرقات و غورب . وهكذا عبر السنوات توالى افتتاح المدارس في وادي العين إلى أن وصل في الوقت الى ( 16 مدرسة ) بما في ذلك ثانوية 26 سبتمبر للبنين بالهشم وثانوية سمية للبنات بالبويرقات .

الصحة :

في الماضي لا يوجد طب بالمعنى الحديث في وادي العين وإنما كان الناس يتداوون بالأعشاب والطب البديل وكان بداية دخول الطب الحديث إلى وادي العين عندما تم تعيين احد المساعدين الصحيين ليعمل لدى مركز الشرطة بالبويرقات وكان ذلك في الستينات ويدعى ( حسن العطاس ) بعدها بسنوات تم افتتاح أول وحدة صحية بوادي العين في البويرقات وبعد الوحدة اليمنية توالى بناء الوحدات الصحية في الوادي وشمل قرى العقوبية، الغيضة ، شرج الشريف ،  سيماح ، الهشم ، البويرقات ، لقلات ، عدب .
لكن لمستشفى صالح بابكر الخيري بوادي العين أهمية خاصة حيث تم تأسيسه عام 1999م على نفقة رجل الخير صالح بن عبدا لعزيز بابكر وهو يقوم بأعمال جليلة في العديد من أقسام الطب وللمزيد من إلقاء الضوء على هذا المستشفى التقينا مدير المستشفى الدكتور طلال بن منصور وأجابنا مشكورا على العديد من التساؤلات .

مصادر الاستطلاع :

1- جغرافية الجمهورية اليمنية . تأليف: عيدروس  العيدروس
2- هواجس وأطياف من بلاد الأحقاف . تأليف: محمد سالم بن عبدالرحيم باوزير
3- مختارات من الشعر الشعبي الحضرمي . تأليف: سالم محمد بامحمد باوزير
4- صحيفة شبام . شهر أكتوبر 2000م
5- مجلة شعاع الأمل . شهر ديسمبر 2005م
مقابلات مع :
الأستاذ احمد عبدالله بن دويس مدير عام الثقافة والسياحة . م / حضرموت الوادي والصحراء
الأستاذ / محمد بن سالم بن عبدالرحيم باوزير
الشيخ / سعيد عمر بن سهل باوزير
الشاعر / محمد عمر بنوب ( بوعمر )

كافة الحقوق محفوظة لــ مؤسسة وادي العين الخيرية الإجتماعية 2010-©
استضافة و تطوير الحلول التكنولوجية
صفحة البداية  ـ  عن المؤسسة  ـ  تبرع معنا  ـ  اتصل بنا